يقول الدكتور راغب السرجاني (مع بعض التصرف) في الحلقة رقم 8 من خط الزمن (قصة فلسطين) :

الصلاة من أوائل الأشياء التي فرضت على المسلمين حتى قبل أن يجهر رسولنا صلى الله عليه وسلم بالدعوة في مكة المكرمة وهم يصلون. إلى أين يصلون وهم في مكة المكرمة وهم في بلد الكعبة. كانوا يصلون إلى المسجد الأقصى في أرض فلسطين وهذا فعلاً عجيب من عدة وجوه:

الإسراء إلى الأقصى قبل المعراج – إشارة أخرى من الله على أهمية المسجد الأقصى

أولاً الكعبة أعلى قدراً … يعني أنا بجانب الكعبة فلماذا يأذن أو يأمر ربنا سبحانه وتعالى بالتوجه إلى المسجد الأقصى؟ بعظم قدره أقل منزلة من الكعبة لكن يأمر ربنا سبحانه وتعالى أن نتوجه إلى المسجد الأقصى … هذا شيء يجعلنا نستغرب.

الأمر الآخر أن عامة الناس لا تعرف المسجد الأقصى … يعني عامة الناس داخل مكة المكرمة وفي الجزيرة العربية عندما يأتي أحد ويسأل عن هذا الدين نقول له نحن نصلي صلاة نتوجه فيها الى المسجد الأقصى ، طيب لماذا المسجد الأقصى؟ هذا يولد استغراب عند الناس وخاصة أن المسجد الأقصى كان في ذلك الوقت أنقاضاً ولكن موجوداً : لما أسري الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى رأى بناء معين وكان يستطيع أن يصف هذا البناء ولكن كان خراب وكان متروك من قرون طويلة لم يعمر ولما جاء الدين النصراني لم يهتموا بالمسجد الأقصى ولكن اهتموا بالكنائس الموجودة في القدس وما حولها من مدن.

المسجد الأقصى

حدود المسجد الأقصى

رسالة من من رب العالمين:

يا إخواننا هذا توجيه من رب العالمين سبحانه وتعالى للصلاة تجاه المسجد الأقصى الذي كان يحمل معاني كثيرة … أختار لكم معنيان منها:

المعنى الأول دعوة هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم هي استكمال لدعوة من سبقه من الأنبياء … نفس التوجه… نفس العبادة … نفس الرب الذي نتوجه إليه بالعبادة … نفس التوحيد لرب العالمين سبحانه وتعالى ومهبط التوحيد بالنسبة لعامة الأنبياء قبل الرسول عليه الصلاة والسلام كانت في أرض فلسطين فهذا التوجه إلى أرض فلسطين ينقل ربنا سبحانه وتعالى العالم بكامله نقلة بتصور واحد فجميع الأنبياء يؤمنون برب واحد ويعبدون إلهاً واحدا وبشريعة تأتي حسب اختلاف الزمان ولكن كلها تتوجه إلى عبادة الإله الواحد رب العالمين سبحانه وتعالى … رب سليمان وداوود … رب يعقوب ويوشع عليهما السلام … رب عيسى عليه السلام … رب كل من عاش في هذه الأرض وبعث في هذه الأرض المباركة أرض فلسطين. وما أكثر الأنبياء الذين عاشوا فيها.

هذا المعنى الأول وهو معنى في غاية الأهمية وفيه من التبجيل والتوقير والتعظيم لعامة أنبياء الله ما فيه ، نتوجه إلى نفس المكان ولا نقول أن ديننا قد نقض الأديان الأخرى فنقلل من شأن هؤلاء الأنبياء بالعكس نرفع من قدرهم ونجعل ركناً أساسياً من أركان إيماننا أن نؤمن بهؤلاء الأنبياء الكرام .

المعنى الثاني المهم جدا جدا هو إعلاء قيمة فلسطين وإعلاء قيمة المسجد الأقصى والقدس في عيون المسلمينعندما أبقى فترة من الزمن أتوجه اليه , هل تعلمون كم بقينا نتوجه في صلاتنا الى المسجد الأقصى ؟ بقينا 15 سنة متتالية…. يا الله….. هذا رقم ضخم جداً …. يعني من سنة البعثة الأولى …. من وقت ما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام طول فترة مكة المكرمة 13 سنة وهو أن نصلي تجاه المسجد الأقصى.

مخطط الكعبة والأقصى متشابه لأن الاثنان بنيا بوحي من الله سبحانه وتعالى

المصادر:
http://www.mahjoob.com/ar/forums/showthread.php?t=357906

أضف تعليقك

• هل أرض فلسطين مميزة؟
• هل يختلف الاحتلال اليهودي لفلسطين عن غيره من أنواع الاحتلال؟
• هل هناك قضايا مهمة غير قضية فلسطين؟
• هل داود وسليمان وموسى أنبياؤنا أم أنبياؤهم؟
• هل لليهود حق ديني وحق تاريخي في فلسطين؟
• هل نعادي إسرائيل لأن معظم اليهود غير عرب؟
• هل نعادي إسرائيل لأنها يهودية؟
• إذن ما هو السبب الحقيقي للمعركة؟
• هل هناك طابع ديني للصراع مع إسرائيل؟
• هل القضية الفلسطينية قضية إسلامية فقط؟